استطلاع آراء: أهل الكويت سعداء ويحبّذون انشاء وزارة للسعادة
للسعادة تعريفات كثيرة يمكن اختصارها بأنها حالة عاطفية إيجابية تتميّز بمشاعر الفرح والرضا عن الحياة. ومن النتائج الجميلة للاستطلاع أن غالبية كبرى من الناس في الكويت سعداء وبنسبة عالية بلغت 89% من العينة، حيث يعتبر 37% أنفسهم "سعداء جدًا"، و52% "سعداء نوعًا ما". في المقابل، 8% فقط يعتبرون أنفسهم إما "غير سعداء نوعا ما" (4%) أو "غير سعداء نهائيًا" (4%). في التفاصيل، أتت نسبة من يعتبرون أنفسهم "سعداء جدًا" أعلى لدى الكويتيين (41% منهم) مما هي لدى المقيمين العرب (33% منهم) المتأثرين عمومًا بالأوضاع الأمنية والمعيشية الصعبة في بلدانهم (18% لدى الفلسطينيين والأردنيين). أيضًا، وفي خانة "السعداء جدًا"، سجل الذكور والإناث نسبًا متقاربة (38% من الذكور – 35% من الإناث). اللافت بالنسبة للشرائح العمرية أن الشريحتين الأدنى والأعلى سجلتا النسب الأعلى في خانة "السعداء جدا"؛ 44% لدى من تراوحت أعمارهم بين 18 و25 سنة، ربما لأنهم في مرحلة الحيوية وقلّة الهموم والمسؤوليات، و43% لدى من فاقت أعمارهم الـ 55 سنة، ربما بسبب تحقيق الأهداف أو اكتساب نظرة مختلفة للحياة. أما النسبة الأدنى "للسعداء جدًا" فكانت لدى أولئك الذين تراوحت أعمارهم بين 40 و44 سنة (27% منهم)، وبين 50 و55 سنة (28% منهم). من جهة أخرى، سجّل "الموظفون" النسبة الأدنى "للسعداء جدًا" (35% منهم)، مقارنة بـ 43% لكل من "أصحاب العمل الخاص" ومن "لا يعملون" (متقاعد، ربة منزل، ...)، علمًا أن الموظفين سجّلوا النسبة الأعلى في خانة "السعداء نوعا ما" (57% منهم). وبما أن السعادة شعور داخلي وذاتي، قد يرتبط بالمال أو لا يرتبط، يشير محلّلو آراء إلى حلول شريحة الدخل الأدنى (أقل من 450 د.ك.) في المركز الثالث في خانة "السعداء جدًا" (42% منهم) بعد شريحتي الدخل الأعلى؛ 51% لدى من يزيد دخلهم عن 2850 د.ك.، و44% لدى من يتراوح دخلهم بين 2450 – 2849 د.ك.، بينما سجّلت شريحة الدخل 2449-2050 د.ك. نسبة 25%.
أسرار السعادة معقّدة وعديدة، لكن أبرزها أن يتذكر الإنسان ما لديه من نِعم قبل أن يتذكر ما لديه من هموم. والواضح أن مقاربة الحياة على هذا النحو قد جعلت من "الصحة والسلامة" مصدر السعادة الأول برأي 88% من العينة. فان اعتلّت الصحة، حُرم الانسان من قدرته على العمل والعطاء والاستمتاع بالحياة.
الملاحظ أن المقيمين العرب ذكروا "الصحة والسلامة" أكثر من الكويتيين (92% مقيمون عرب – 85% كويتيون) لارتباط عملهم بعيدًا عن بلدانهم بصحّتهم، وكذلك كبار السن (96% لمن تفوق أعمارهم ال 55 سنة) مقارنة بمن هم أصغر سنًا (88% لمن تقل أعمارهم عن 55 سنة)، أما النتائج بين الذكور والإناث أتت متساوية.
"القناعة والإيمان" حلّت ثانيًا كمصدر للسعادة برأي 59%. فهي الكنز الذي لا يفنى، والنهج الذي يجعلك تحب ما لديك.
اللافت أن "القناعة والإيمان" ذُكرت بنسبة أقل لدى الإناث مقارنة بالذكور (55% من الإناث – 62% من الذكور)، ولدى الشريحة العمرية الدنيا مقارنة بالأعلى (50% لمن تراوحت أعمارهم بين 18-34 سنة مقارنة بـ 66% لمن أعمارهم 35 سنة وما فوق). كذلك، تفاوتت النتائج وفق الدخل، ويشير محلّلو آراء إلى أن ذوي شريحة الدخل الأدنى كانوا أكثر من ذكر "القناعة والإيمان" (70% لمن قلّ دخلهم عن 450 د.ك.) مقارنة بكل شرائح الدخل الأخرى.
"المال والنفوذ" حلّ ثالثًا كمصدر للسعادة برأي 20% من العينة، مدفوعًا برأي الكويتيين (25% منهم) أكثر من المقيمين العرب (14% منهم)، وبرأي الإناث (24% منهن) أكثر من الذكور (18% منهم).
"الإبداع والنجاح" حلّ رابعًا برأي 15% من العينة، مدفوعًا برأي الذكور (17% منهم) أكثر من الإناث (13% منهن)، ورأي الشباب (20% لمن هم دون 34 سنة) أكثر من الشيوخ (12% لـ 35 سنة وما فوق). أما آراء الكويتيين والمقيمين العرب فأتت متقاربة.
"الحرية" (10%) و"الحب" (5%) حلّا في نهاية قائمة أسرار السعادة، وكانت فئة الشباب أكثر من ذكرهما، ذكورًا وإناثا.
اعترافًا بأهمية السعادة في الحياة، خصّصت الأمم المتحدّة يومًا عالميًا للسعادة لدفع الدول لتعزيز سعادة المجتمع في سياساتها العامة عبر توفير احتياجات المواطنين وتنفيذ برامج الرفاهية الاجتماعية. وتحت هذه المظلّة، استُحدثت في الآونة الأخيرة حقائب وزارية جديدة تعنى بشكل خاص بشؤون اجتماعية تعتبرها الحكومات ذات أولية. من تلك الحقائب وزارة المواهب في الإكوادور، ووزارة اليوغا في الهند، ووزارة شؤون ومشاكل الوحدة في كل من اليابان وبريطانيا، ووزارة البهجة في مملكة بوتان، وكذلك وزارة للسعادة في كل من فنزويلا والإمارات العربية المتّحدة. أما بخصوص "انشاء وزارة للسعادة" في الكويت، اعتبرت نسبة 40% من العينة أن الأمر ضروري، مقابل 24% لم يجدوا لهذه الوزارة أية ضرورة، بينما وقف 29% على نفس المسافة من إنشائها أو عدمه. أكثر المحبّذين لفكرة إنشاء وزارة للسعادة في الكويت هن الإناث (53% منهن مقابل 33% من الذكور)، والجامعيون (43% منهم مقابل 39% لحملة الدبلوم و33% لشهادة متوسط أو أقل). أما الكويتيون الذين وجدوا أن "لا ضرورة لوزارة للسعادة" (30% منهم) فكانوا أكثر بكثير من المقيمين العرب (18% منهم).
أدام الله السعادة على أهل الكويت.