استطلاع آراء: حفلات الزفاف كانت أجمل في الماضي، والخطّابة تحافظ على دورها رغم الحداثة ومواقع التعارف

النظرة إلى الزواج والحياة الزوجية أمر، أما النظرة إلى الأعراس فأمر آخر. فحفل الزفاف الذي يدغدغ أحلام الفتيات عادة ويخشى الشباب أعباءه غالبًا، قد تغيّرت أجواءه ومتطلباته بين الماضي والحاضر، وهو الموضوع التي استطلعته شركة آراء للبحوث والاستشارات على عينة مؤلفة من 500 مواطن ومقيم عربي تزيد أعمارهم عن 18 سنة، بين 30 يوليو و6 أغسطس 2025، لمعرفة أعمق عن رأيهم في حفلات الزفاف اليوم والعادات التي ما زالوا يتبعونها فيه.

اجماع على أن حفلات الزفاف كانت أجمل في الماضي

"حفلات الزفاف كانت أجمل في الماضي"، وهذا برأي غالبية 46% من العينة، في حين اعتبر 24% أن "لا فرق بين الماضي والحاضر"، و19% أن "حفلات الزفاف هي أجمل اليوم". وتبقى نسبة 10% التي لم تحدّد رأيها في الموضوع. اللافت في النتائج أن نسبة الإناث اللواتي يعتبرن أن "حفلات الزفاف هي أجمل اليوم" أكثر بكثير من الذكور (26% من الإناث – 15% من الذكور)، علمًا أن الغالبية لدى كل منهما ترى أن حفلات الزفاف كانت أجمل في الماضي. كذلك الأمر بالنسبة للشرائح العمرية، ففي حين اعتبرت الغالبية لدى كل من الشرائح العمرية الثلاث أن "حفلات الزفاف كانت أجمل في الماضي"، إلا أن الشريحة العمرية الأصغر سنًا (18-34 سنة) سجّلت النسبة الأعلى في اعتبار "حفلات الزفاف هي أجمل اليوم" (22% منهم) مقارنة بـ 17% لكل من تراوحت أعمارهم بين 35-55 سنة ومن فاقت أعمارهم الـ 55 سنة.
أما النسب بين الكويتيين والمقيمين العرب فأتت متقاربة.

التكاليف الباهظة لأعراس اليوم أكثر ما يدفع إلى تفضيل أعراس الماضي

"التكاليف المبالغ بها لأعراس اليوم" كانت السبب الأول (54%) لتفضيل الأعراس في الماضي. وبعدها ذُكرت أسباب عدّة ملؤها الحنين لأجواء باتت شبه مفتقدة في أعراس اليوم: كان "الجميع يشعرون بفرح حقيقي" (34%)، كانت "الأمور أبسط" (18%)، كان "الأهل يشاركون بالتحضيرات" (17%)، كان "الاحترام للتقاليد والحشمة أكبر" (6%)، كانت "الطيبة موجودة أكثر بين الناس" (4%)، وأخيرًا "الهوس بالمظاهر والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي" لم يكن طاغيًا في الماضي (2%). في التفاصيل، برزت "تكاليف الأعراس المبالغ بها" أكثر بين الكويتيين مما هي بين المقيمين العرب (60% من الكويتيين – 46% من المقيمين العرب)، وكذلك أكثر بين الإناث مما هي بين الذكور (62% من الإناث – 50% من الذكور).

الحداثة ومواكبة العصر أبرز الأسباب لتفضيل أعراس اليوم

"الحداثة ومواكبة العصر" شكّلت السبب الرئيسي لتفضيل أعراس اليوم، وبنسبة 65% ممن يفضّلون أعراس اليوم، لا سيّما من حيث تطور الأزياء والضيافة وأجهزة الموسيقى والتصوير وديكور الصالات. بعد ذلك وبفارق كبير، اعتُبرت أعراس اليوم "أقل تعبًا" (17%) خصوصًا مع إيكال مهمات تنظيم حفلات الزفاف للشركات وشراء الأشياء الجاهزة، و"أقل قيودُا" (11%) وفيها إمكانية الإفلات من الواجبات الاجتماعية المتوقعة والمجاملات، وآخرًا "تقام في الصالات" (10%) التي يمكن تكييفها وتزيينها مقارنة بالخيم التي كانت تُنصب أمام البيوت. في التفاصيل، أتت النسب أعلى بين الذكور مقارنة بالإناث بخصوص "التعب الأقل" (23% من الذكور – 11% من الإناث)، و"القيود الأقل" (13% من الذكور – 9% من الإناث)، لكن "الصالات الكبيرة المكيّفة والمزينة" فأتت نسبتها أعلى بين الإناث (13% من الإناث – 6% من الذكور).

الدزّة أكثر عادات الأعراس القديمة اتباعًا، وليلة الحنة أقلّها

خصّصنا الكويتيين والمقيمين الخليجيين بسؤال عن بعض العادات وطقوس الأعراس القديمة وعمّا إذا ما برحوا يتّبعونها في العائلة. فتبيّن أن أكثر الطقوس التي غالبًا ما زالت تمارس في أعراس اليوم هي "الدزة" (83%)، أي زيارة النساء من أهل المعرس إلى منزل العروس يحملن المهر والهدايا لها. تليها "الجاهة" (42%) وهي زيارة عدد كبير من أهل المعرس إلى أهل العروس. ثم "الجلوة" (17%) وهي جلوس العروس مرتدية كامل حليّها ومجوهراتها أمام النساء المدعوات إلى حفل الزفاف. أما "ليلة الحنّة" (11%) وهي الليلة التي تسبق ليلة الزفاف مباشرًة ويستخدم فيها مسحوق أوراق شجرة الحناء في تخضيب الأيدي والأقدام أثناء عملية تحنية العروس والمعرس، فكانت أقل طقوس الأعراس ممارسة اليوم.

العرضة أكثر الأغاني التقليدية تفضيلًا في الأعراس

أما بخصوص الأهازيج والأغاني التقليدية الأكثر تفضيلًا في أعراس اليوم، حلّت "العرضة" في الطليعة لدى الكويتيين والمقيمين الخليجيين (44%)، يليها "الشعبي" (30%)، وبعدهما "الهبّان" (12%) ثم "اليمني" (9%)، أما "السامري" و"الشيلات" و"الفريسني" فكانت نسبة كل منهما 2%. الجدير ذكره أن 6% من الكويتيين والمقيمين الخليجيين ذكروا أنهم لا يحبّون الأهازيج والأغاني التقليدية، و5% أعربوا عن تفضيلهم للأغاني الحديثة، الخليجية والعربية.

الخطّابة صامدة في دورها رغم الحداثة ومواقع التعارف

اللافت في النتائج أن ثلث العينة (34%) يرى أن دور الخطّابة بجمع رأسين بالحلال "ما زال شغّالًا حتى اليوم"، يقصدها الراغبون بالزواج من رجال وفتيات، مقابل ثلث آخر (35%) يرى أن "دور الخطّابة قد انتهى" في ظل ظروف اجتماعية أكثر انفتاحًا تسمح بالتعارف، وتكنولوجيا تسهّل التواصل بالآخر. أما 8% من العينة تعتبر أنه بات "للخطّابة شكل آخر" والمقصود بذلك مواقع التعارف الإلكترونية، فيما لم يجب 23% على السؤال. في التفاصيل، الإناث بدت أكثر تأكيدًا على استمرارية دور الخطّابة من الذكور (44% من الإناث – 28% من الذكور)، والأمر نفسه بالنسبة للكويتيين مقارنة بالمقيمين العرب (39% من الكويتيين – 29% من المقيمين العرب).

Next
Next

استطلاع آراء: 42% من سكّان الكويت عازمون على السفر هذا الصيف، والمملكة العربية السعودية تُضاعف حصتها كوجهة سفر للكويتيين خلال سنة