استطلاع "آراء": في الكويت "اسأل مجرّب ولا تنسى الطبيب"

تختلف الناس بطبائعها وجَلدها وقدرتها على تحمّل الألم، ويختلف بالتالي سلوكها حيال المشاكل الصحية التي قد يتعرضون لها، حتى ولو كانت تلك المشاكل بسيطة وغير خطرة، كالرشح مثالا أو مغص المعدة أو الأرق أو الصداع... لمعرفة المزيد عن سلوك الناس في الكويت عند التعرّض لحالات صحية بسيطة، استطلعت شركة آراء للبحوث والاستشارات عينة مؤلفة من 500 مواطن ومقيم عربي تزيد أعمارهم عن 18 سنة بين 3 و10 إبريل 2025 ليشاركونا تجربتهم في هذا الموضوع.

قرابة ثلث الناس في الكويت يسارعون إلى أخذ الدواء فور التعرّض لحالة صحية بسيطة

بعد سؤال أفراد العينة عن سلوكهم بما يخص أخذ الدواء عند الشعور بعوارض مشكلة صحية بسيطة، تبيّن أن 32% يأخذون الدواء فور الشعور بالعوارض دون أي تأخير، مقابل 51% يحاولون تأخير أخذ الدواء قدر الإمكان، بينما يلجأ 4% إلى العلاجات الطبيعية قبل التفكير بأخذ الدواء، أما الذين يسارعون إلى استشارة الطبيب فليسوا أكثر من 1%. اللافت في النتائج أن نسبة من "يؤخرون أخذ الدواء قدر الإمكان" أتت أعلى بين الكويتيين (57% منهم) مقارنة بالمقيمين العرب (44% منهم)، وأعلى بين الإناث (54% منهن) مما هي بين الذكور (49% منهم)، وأعلى أيضَا بين الشريحة العمرية الأصغر، أي من تتراوح أعمارهم بين 18-34 سنة (53% منهم) مقارنة بمن تفوق أعمارهم 55 سنة (41% منهم)، ومن تتراوح أعمارهم بين 35-55 سنة (50% منهم).

"اسأل مجرّب ولا تنسى الطبيب"

على الرغم من أن غالبية الناس تتداول المثل الشعبي "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" بشكل خاطئ، إلا أنها تتصرّف في الواقع حسب المثل بصيغته الأساس: "اسأل مجرب ولا تنسى الطبيب". فبالنسبة لأخذ الدواء في الحالات الصحية البسيطة، 59% يأخذون الدواء بناء على وصفة الطبيب دائما، بينما 37% يصفون الدواء لأنفسهم أحيانًا ويأخذونه بناء على خبرتهم وتجربتهم، و2% فقط يسمعون للمقرّبين ويأخذون الدواء بناء على نصيحتهم.

في التفاصيل، سجلت الإناث (44% منهن) نسبة أعلى بكثير من الذكور (32%) في "الاستناد إلى التجربة الشخصية والخبرة" في أخذ الدواء بدلا من استشارة الطبيب، وكذلك الكويتيون (38% منهم) مقارنة بالمقيمين العرب (35% منهم).

قرابة 66% مقتنعون تمامًا أو بعض الشيء بعلاجات الطب البديل

الطب البديل من الموروثات القديمة في منطقتنا العربية، ويشهد حاليًا اقبالًا متزايدًا عليه في العالم أجمع على الرغم من أن العديد من الدول ما زالت لا تعترف به ولا تعتبره سوى مكمّل غير رسمي للعلاج الطبي. وتختلف أنواع الطب البديل باختلاف الثقافات والتقاليد، وتتنوع بين القديم المتوارث والجديد نسبيًا. ويشمل الطب البديل التداوي بالأعشاب، الوخز بالإبر، الحجامة، التأمل، التدليك، العلاج بالطاقة، العلاج اليدوي، العلاج بالروائح، والطب التجانسي. في النتائج، 39% من العينة أعربوا أنهم مقتنعون تماما بعلاجات الطب البديل، و27% مقتنعون بها بعض الشيء، أما 29% فهم غير مقتنعون بها نهائيًا، لتبقى نسبة 3% التي ذكرت أنها لا تعرف عنها شيئا. بالنسبة "للاقتناع التام" بعلاجات الطب البديل، سجّل المقيمون العرب (40% منهم) نسبة أعلى من الكويتيين (38%)، والإناث (41% منهن) نسبة أعلى من الذكور (38%)، والشريحة العمرية بين 40-44 سنة (54%) نسبة أعلى من الشرائح العمرية الأخرى كافة. أما الحاصلين على الشهادة الجامعية، فكانت نسبة الاقتناع التام لديهم (39% منهم) هي الأدنى مقارنة بذوي المستويات العلمية الأخرى التي تراوحت النسب لديهم بين 45% لذوي المستوى الثانوي و42% لكل من حملة الدبلوم أو شهادة متوسطة أو أقل.

أكثر من ثلث العينة لم تصلها معرفة الأجداد عن التداوي بالأعشاب

يعتبر التداوي بالأعشاب من أقدم أساليب العلاج التي استخدمها الإنسان، وما تزال مجتمعات وثقافات عديدة تستخدمه حتى يومنا هذا. البابونج، الثوم، النعناع، الزنجبيل، الكركم، القرنفل، الحلبة، الميرمية، الصبّار، الخرشوف البري، الإكناسيا، الجينسنغ، الجنكو بيلوبا... وغيرها الكثير من الأعشاب التي اكتُشفت قدراتها العلاجية، استُخدمت منذ القدم لعلاج مشاكل صحية متنوعة كالالتهابات، والحساسية، والربو، والصداع، واضطرابات المعدة، ومشاكل البشرة، والضغط والسكر... وحتى لعلاج مشاكل صحية نفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب. في الكويت قديمًا، كانت عشبة "المرّة" تستخدم على الجراح لتلتئم، وزهرة "الحلبة" لتقوية العظام إن انكسرت. كذلك، كان أجدادنا يتداوون بالـ"بمبر" للعلاج من السعال والتخلّص من البلغم، ويشربون نقاع "المرقدوش" لمداواة عسر الهضم والتخلّص من الغازات والنفخة، ويعطون شراب "زهرة لسان الثور" للمرأة المرضعة لدر حليبها... فماذا تبقّى اليوم من معرفة التداوي بالأعشاب ونحن في عصر تطورت فيه صناعة الأدوية وأصبحت أدق وأقوى وأسرع مفعولا؟ عند سؤال العينة عن مستوى معرفتهم عن كيفية التداوي بالأعشاب، 23% أجابوا أنهم "يعرفون عن ذلك جيدا"، و37% "يعرفون عن ذلك بعض الشيء" في حين أن 38% "لا يعرفون عن ذلك شيئا". في التفاصيل، يبدو أن المقيمين العرب كانوا أكثر ثقة "بمعرفتهم عن التداوي بالأعشاب" إذ اعتبرت نسبة 25% منهم أن معرفتهم جيدة مقابل 21% من الكويتيين. كذلك الأمر بالنسبة للذكور (24% منهم) الذين كانت نسبتهم أعلى من الإناث (20% منهن) في معرفة التداوي بالأعشاب. بطبيعة الحال، سجّلت الشريحة العمرية الأصغر سنا، أي من تتراوح أعمارهم بين 18-35 سنة، النسبة الأدنى في مستوى المعرفة الجيدة عن التداوي بالأعشاب (18% منهم) مقارنة بالشرائح العمرية الأكبر: 27% لمن أعمارهم 55 سنة وما فوق، و26% لمن أعمارهم بين 35-55 سنة.

أدام الله الجميع بصحة وعافية

 
Next
Next

استطلاع "آراء": الغالبية في الكويت سعيدة بقانون المرور الجديد، ونسبة عالية تجد أن الغرامات مبالغ بها